سمعنا كثيراً عن الأموات
وبصفتنا أحياء فلا يوجد أي أحد
لا يعرف ما الفرق بين هذا وذاك
هناك صور كثير في عالمنا
لعدة شخصيات بمختلف أدوارها
منها ما يزال على قيد الحياة
ومنها من أنتقل إلى رحمة الله
فمنهم أموات لكن لا زالوا أحياء بيننا
بما فعلوا في هذا العالم من انجازات
ومن أعمال صالحة وخيرة
أنارت الدروب وفرجت الكروب
وأدخلت السعادة في القلوب
وفي كل بيت هنا وهناك
فلا يزالون أحياء بيننا
بما فعلوا من أجلنا
فمنهم الأب والأم
القائمين بمتطلبات وواجبات أبنائهم
حتى أوصلوهم إلى بر الأمان
ورحلوا عن هذا العالم بأجسادهم
وهناك الابن البار
الذي تفاني في خدمة والديه
ورعايتهم شيوخاً حتى توفاه الله
ومنهم التاجر
الذي من عليه الرحمن برزق وفير
فجعل جزء مما رزقه تعالى
للفقراء والمحتاجين
فلم ينسى نصيبهم منه
وهناك المعلم الفاضل والمربية الفاضلة
اللذان أفنوا حياتهم
لتعليم أجيال المستقبل
ورحلوا بعد رحله طويلة مثمرة
وهناك من جاهد في سبيل الله
ورفع شعار الإسلام
الذي فدي دينه بنفسه
حتى نال الشهادة بإذن الله
وهناك أحياء يرزقون ولكن أموات
وهناك كثير لمثل هؤلاء الأشخاص
من حولنا في كل مكان
منهم من عاش حياته يجمع الأموال
ويبخل على نفسه
وعلى أهله وعلى من حوله
ولم يحدث بنعمة ربه عليه
ومنهن من فضلت العيش
تحت ستار الزواج المزيف
بالاسم فقط حتى لا تكون مطلقة
وهناك من تعالى على الناس وتكبر
وعاش وحيداً لا أحد معه
لا صديق ولا رفيق
وهناك من أبتعد عن الرحمن
وفضل الغوص في الرذيلة
والانغماس في بحر الذنوب
ومنهم من عاش حياته
بنعم الله الفائضة عليه
وتناسى الفقير الذي أوصاه الله بالرفق به
و هناك من يقتلون النفس التي حرم الله
ومن يسفكون الدماء من غير حق
صغار نساء شيوخ من غير أدنى رحمة
وهناك الكثير والكثير
يعيشون بيننا ونعرفهم
أنار الله قلوبهم
وأضاءها بالحياة
أنك لا تهدى من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء