اعلم يا صديقي ان كنت تتالم وتصرخ من
الداخل دون ان يسمعك احد فهناك من يصرخ لصراخك ويتالم نفس
المك ربما لا تراه بعينك ولا تسمعه باذنك ولا تدرك له مكانا
ولكنه يراك بمشاعره فيعلم مدي المك ويشكو لحالك
قد تجد السماء باكية لحزنك
قد تجد النجوم مظلمة لصراخك
قد تجد الكروان شاكيا لاجلك
قد تجد البحر هائجا لدمعك
قد تجد الريح عاصفا لالمك
قد تجد البركان ثائرا لنارك
قد تري ذلك بعينك وقد تسمعه باذنك وقد تشعره بقلبك
وقد لا تراه ولا تسمعه ولا تشعر به ولكنك لست وحدك من يتالم في هذا العالم الغريب
فالحياة بالنسبة لشخص يتالم هو واقع لا يعرف معناه
ربما لم يعلم القلب لاي هدف ينبض بعدما علم مجري العالم القاسي
ولكن هناك صعوبة في الرحيل الي العالم الاخر فربما
نجد جواب طال سؤاله وربما ندرك ما نبحث عنه ولربما نري هناك ما تتوقنا
شوقا لرويته في عالمنا ومع ذلك يرفض القلب الرحيل وينبض اكثر فاكثر
وعندها يموت الجسد قبل ان يتوقف القلب فالموت ليس توقف النبض
وسكون الجسد والتجرد من الروح فالموت هو كل لحظة تسائل القلب فيها عن
سبب ينبض لاجله هو كل لحظة تتعثر فيه عقارب الساعة عن الانطلاق ويتوقف
الزمن هو كل لحظة ادمعت فيها الجفون دون رادع لها ويظل القلب نابضا
بحياة جسد ميت ولربما يخفق القلب في الصمود وينفطر الما فيصيبه اليأس
ولا يعلم لماذا نبض يوما فيستعد للتوقف والرحيل الي عالم لا يعرف معالمه
يقال ان كل نجم هو جزء من اجسامنا ربما انا لست راحلا ربما انا ذاهب الي الوطن
فالحاضر معلوم والمستقبل مجهول