بنات آخـر زمـن !!!!
جملة نسمعها أحيانا للدلالة على الانزعاج او عدم قبول بعض تصرفات الفتيات بشكل عام ، وبتفصيل ادق ربما تدل هذه الجملة على الاتجاه الى سلوك او تصرف دخيل أو غريب على العادات والاعراف المتعارف عنها في المجتمع .... ومن بين هذه الاشياء ان تسافر الفتاة العازبة للدراسة خارج بلدها برفقة احد أفراد أسرتها أو بمفردها .....
ترى لماذا يرفض أو يعارض الاغلبية فكرة سفر الفتاة العازبة للدراسة بالخارج والاقامة لفترة ببلد أجنبي ؟؟؟
قد تتنوع الاجوبة و تختلف تبعا لاختلاف وتفاوت نظرة المجتمع الى حدود حرية الفتاة ،،، جزء من تلك الاغلبية المعارضة لسفر الفتاة للدراسة بالخارج يبني معارضته على اساس ان الفتاة تتجاوز أو تتخطى بذلك حدود حريتها ، تلك الحدود التي رسمها لها المجتمع من خلال أعراف و عادات إجتماعية .
وأغلبية الأغلبية المعارضة لسفر الفتاة ( لأنها فتاة ) للدراسة بالخارج تبني معارضتها على أساس أن الفتاة بسفرها تنتقل للعيش في بيئة أو مجتمع مختلف تماما عن بيئتها و مجتمعها ، بيئة ترى تلك الأغلبية أنها بيئة إنحراف وفساد أخلاقي وقد يتبعه انحراف سلوكي او فساد اخلاقي لتلك الفتاة...
قبل معاصرتي لسنوات لبعض الفتيات الدارسات ببلد اوربي كنت اتبنى أفكارا ليست ببعيدة عن أفكار تلك الأغلبية التي ترى في سفر الفتاة العازبة للدراسة بالخارج تخطي لحدود الحرية الفردية ومغامرة قد لا تحمد عقباها ،،،
ولكن تبين لي جليا أن المشكلة وإن وجدت ليست في البلد الذي تدرس فيه الفتاة بقدر ما قد تكون في الفتاة نفسها و أن كل ما ينطبق على الفتاة ينطبق على الفتى حيث لا يصح أن نفرق في الانحراف او الفساد الأخلاقي بين ذكر وانثى.... إن انحراف سلوك الفتاة أو فساد أخلاقها لا ينتج بسبب مكان الاقامة بقدر ما ينتج بسبب قابليتها واستعدادها النفسي لذلك ...
لا يجب ان ننكر بان هناك من الفتيات الدارسات في بلد اوربي اتخذن طريقا للانحراف والفساد الاخلاقي ويعود السبب في ذلك الى توفر ظروف لم تتوفر لهن في بلدهن وقد ساعدت قابليتهن واستعدادهن النفسي لذلك رغم قلة عددهن مقارنة باللاتي درسنا في نفس البيئة ومع ذلك نجحنا في دراستهن وحافظنا على قيمهن وألتزمن بمبادئ دينهن....
ربما الغريب في الأمر وما قد لا يعرفه الكثيرين أن الفتاة التي تقيم في البلد الاوربي تلاقي كل الاحترام والتقدير على العكس مما نراه في مجتمعاتنا من مضايقات وتحرشات ، والإحصائيات تشير الى أن نسب التحرش الجنسي بالمرأة و مضايقتها في الدول الاوربية أقل بكثير منها في الدول العربية .
لماذا ننظر الى الفتاة التي تدرس بالخارج على انها تعيش في بيئة كلها جريمة و فساد اخلاقي؟؟؟
لماذا عندما نتحدث عن العلم والتطور والقانون والآمان والحرية واحترام الغير نرى انها تتوفر في دولة ما ، وعندما نتحدث عن فتاة تدرس بتلك الدولة لا يمر بأذهاننا الا الجانب السلبي والمظلم فيها؟؟؟
إنه من المفارقات ان نهتم ونبني احتمالا لإنحراف الفتاة ونهمل احتمال انحراف الفتى رغم ان الخطأ والحرام والعيب لا يقتصر على الانثى دون الذكر .
إنه من المفارقات ان نهتم ونركز على احتمالية إنحراف وفشل الفتاة ونتجاهل امكانية نجاحها وتفوقها واحترامها لدينها وانسانيتها.
إنه من المفارقات ان تلقى الفتاة الدارسة بغير بلدها والملتزمة أدبيا وأخلاقيا ودينيا احتراما وتقديرا أكثر مما تلاقيه في بلدها....
إنه من المفارقات ان ترى الفتاة الدارسة بغير بلدها والملتزمة أدبيا وأخلاقيا ودينيا تمشي في الشارع بمفردها دون مضايقات او تحرشات على العكس مما قد تتعرض له في بلدها....
إنه من المفارقات ان تتنقل الفتاة الدارسة بغير بلدها والملتزمة أدبيا وأخلاقيا ودينيا بمفردها من مكان لآخر او من مدينة لأخرى وتستعمل مختلف وسائل المواصلات دون اعتراض او ملاحقة من أحد على العكس مما قد تعيشه من ملاحقة ومضايقة في بلدها....
